2025-07-04
“وَمَالِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي” – هذه الآية الكريمة من سورة يس تطرح سؤالاً وجودياً عميقاً يمسّ صميم العلاقة بين الخالق والمخلوق. فما الذي يمنع الإنسان من عبادة من أوجده من العدم؟ ولماذا يختار البعض طريق الجحود مع وجود كل الأدلة على وحدانية الله تعالى؟
معنى الآية وسياقها
جاءت هذه الآية في سياق حوار إبراهيم عليه السلام مع قومه الذين عبدوا الأصنام من دون الله. إنها تذكير بأن الفطرة السليمة تقود الإنسان حتماً إلى الإقرار بخالقه. فكيف يعقل أن ينصرف المخلوق عن عبادة من منحه الحياة والقدرة على التفكير والشعور؟
الفطرة والعبادة
خلق الله الإنسان على فطرة التوحيد، كما جاء في الحديث النبوي: “كل مولود يولد على الفطرة”. فالعبادة غريزة متأصلة في النفس البشرية، لكن العادات والمؤثرات الخارجية قد تحرف هذه الفطرة. عندما يقول الله تعالى “فطرني” فهو يشير إلى هذه الحقيقة العميقة – أن وجودنا نفسه دليل على حاجة وجودية للعبادة.
حكمة العبادة
العبادة ليست مجرد طقوس، بل هي نظام متكامل للحياة:
1. عبادة الجوارح: الصلاة، الصوم، الزكاة
2. عبادة القلب: الخشوع، المحبة، الرجاء
3. عبادة العقل: التفكر في خلق السماوات والأرض
لماذا يرفض البعض العبادة؟
- الغرور: ظن الإنسان أنه لا يحتاج إلى خالقه
- الانشغال: زخرف الحياة الدنيا يلهي عن الغاية الحقيقية
- التقليد الأعمى: اتباع آباء وأجداد في الضلال
ثمار العبادة
- طمأنينة القلب
- توازن الحياة
- الفلاح في الدنيا والآخرة
ختاماً، “وَمَالِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي” ليست مجرد آية، بل هي نداء فطري يتردد في أعماق كل إنسان. فالحكمة تقتدي أن يعبد المرء من أوجده، ورحمته تقتضي أن يهدينا إلى صراطه المستقيم. فهل بعد هذا الحق إلا الضلال؟